بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والاصول. فأنت لا تنفق حبك في أشخاص أو ذوات تموت وتزول وتفني. وإنما تتوجه بحبك إلي المعاني التي تبقي. مثل الايمان والصد♥ق والاخلاص والبر والعدل والاحسان والجود. وغير ذلك من صفات أمر الله تعالي ورسوله بها. بحيث إذا وجدت تلك الصفات أو بعضها في شخص ملت إليه ونصرته فيها. فإذا انحرف صاحبك عنها أو عن بعضها. فسلك عكسها من الظلم والبخل والعقوق. فإنك تتوقف عن الميل إليه وعن مناصرته في هذا الفسوق بل تأخذ علي يديه . لأن ميلك إليه ومناصرتك له لم تكن لشخصه وإنما كانت لمعاني الاسلام فيه. ولك ان تتأمل في قوله تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخواناً" "آل عمران: 103" وحبل الله تعالي هو القرآن الكريم وشرعه الحكيم. وهو النعمة التي أصبحنا بها إخواناً متحابين متناصرين نجتمع عليها ونفترق عليها. كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي. صلي الله عليه وسلم. ذكر من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه". والمقصود بالتفرق: عدم المناصرة في الباطل. فإذا طلبك لشهادة الزور مثلاً امتنعت مهما زعمت من حبه. وإذا استعان بك علي ظلم الاخرين ـ ولو كانوا اعداءـ امتنعت لقوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنئان قوم علي أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " "المائدة: 8".
ويجب علي من يزعم الحب في الله ان يكون أول المتصدين لمن يدعي حبه إذا انحرف عن العدل والاحسان. لما اخرجه الشيخان من حديث أنس. أن النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً". قالوا: يا رسول الله. هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ قال: "تأخذ فوق يديه". وفي رواية : "تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره
_____________________________